علاج الحموضة وحرقة المعدة
الحموضة الزائدة أو حرقان المعدة
قد تفاجأ بھذه الحالة المؤقتة أو الدائمة : حموضة في المعدة وتظل تردد أن لدیك حموضة ثم تعالج نفسك بنفسك بتناول بعض الوصفات أو العقاقیر المخفضة للحموضة لتقضي تماماً علیھا ولكن یجب أن تعرف أولاً أسبابھا ثم تتغلب علیھا بالوسائل السلمیة وتقرأ كل ما له صلة بھذه الحالة من الناحیة العلمیة ؛ لتكون على علم كامل بھا حرصا على صحتك وحیویتك.
حرقة في المعدة |
ــ الشعور بالحرقان في المنطقة تحت الضلوع "فم المعدة" أو أحیاناً في عظمة القفص "مقدمة القفص" أمر نعرفه جمیعاً خاصة بعد تناول وجبة دسمة أو تناول بعض الأطعمة الحریفة أو بعض المشروبات الروحیة أو أحیاناً بعض الأدویة والعقاقیر الطبیة مثل الأسبرین وأدویة علاج الروماتزم ولا یوجد إنسان لا یصاب بالحرقان أو الحموضة بعد تناول الطعام مرة ولكن قد یتفاقم الأمر ویتحول إلى نوع من العكننة المستمرة بعد كل وجبة وقد یكون علامة لأمراض عضویة أخرى كالتھاب جدار المعدة أو قرح المعدة أو الاثني عشر.
ما ھي الحموضة؟
عندما یصل الطعام إلى المعدة بعض مضغه وبلعه یتم خلطه بعصارات المعدة المختلفة وبالتالي یبدأ أولى مراحل ھضمه.
وأھم ما تفرزه المعدة ثلاث مواد:
1ـ خمیرة أو إنزیم البسین ووظیفته الأساسیة ھضم المواد البروتینیة
2ـ حامض الھیدروكلوریك المخفف ووظیفته الأساسیة ھي حمایة الجسم من المواد الضارة كخط دفاع أول ثم إیجاد الوسط الكیماوي المناسب للبسین لیقوم بعمله في ھضم البروتینات.
3ـ مادة مخاطیة لزجة لھا خاصیة حمایة جدار المعدة من تأثیر الحامض المفرز بھا وكذلك من تأثیر العصارة الھاضمة ولقد لوحظ أن ھذه المادة اللزجة تقل نتیجة لتعاطي بعض العقاقیر كالأسبرین أو تناول الكحولیات أو المواد شدیدة الحرارة.
إفراز الحامض
یعتمد إفراز حامض الھیدروكلوریك في المعدة على عدة عوامل تحدد كمیة ما یفرز منه ومواعید ھذه الإفرازات ، ھذه العوامل ھي تأثیر الجھاز العصبي
أولاً: عن طریق العصب الحائر
ثانیاً: تأثیر إفراز ھرمون محلي في جدار المعدة السفلي یسمى الجسترین ثم أخیراً وجود الطعام في الأمعاء الدقیقة بطریقة غیر معروفة بالتحدید. وأھم منشطات الإفراز ھو تنبیه العصب الحائر والعصب الحائر عصب طویل یغذي أجزاء وأعضاء حیویة كثیرة في الجسم بدءاً بالقلب والرئتین وحتى المرارة والمعدة والاثني عشر ، والعصب لحائر جزء رئیسي في الجھاز العصبي اللاإرادي ولكنه یتأثر تأثیرا غیر مباشر بالجھاز العصبي اللاإرادي
فالتغیرات والانفعالات العصبیة والنفسیة تحركه وبالتالي تزید إفراز الحامض في المعدة ویحركه أیضاً التفكیر في الطعام أو بدء تناول الوجبات ثم تحركه بعض الأدویة والعقاقیر التي قد تھیج نشاطه بطریق غیر مباشر مثل عقار الھیستامین مثلاً ویزید بقاء كمیة كبیرة من الحامض لمدة طویلة في المعدة بطء المعدة إخراج ما بھا من طعام مھضوم إلى الاثني عشر ویبطئ إخراج ھذا الطعام نتیجة لتناول كمیات كبیرة من الدھنیات أو المواد الحریفة أو الحوادق أو الكحولیات أو التدخین ؛ لذلك قد یحس الإنسان بالحموضة بعد تناول أي من ھذه الأشیاء فإذا استمر المنبه مثل التدخین أو شرب الخمر مثلاً لمدة طویلة استمرت الحموضة وبالتدریج أصبحت ملازمة للإنسان.
أسباب الحموضة الزائدة
یمكن تلخیص أسباب الحموضة الزائدة فیما یأتي:
1ـ اضطراب عصبي أو نفسي وتوتر مستمر وعدم انتظام في الوجبات
2ـ تناول مواد مھیجة للحموضة مثل الدھنیات والكحولیات ثم أخیراً ولیس آخرا التدخین
3ـ وجود ارتجاع في محتویات المعدة إلى الجزء الأسفل من المرئ ، ففي الشخص العادي لا تعود محتویات المعدة إلى المرئ إلا بقدر یسیر ولكنه في بعض الناس یكون ارتجاع محتویات المعدة إلى الجزء السفلي في المرئ أكثر من اللازم فیحدث بالتدریج التھاب مزمن في ھذا المكان ثم إحساس بالحموضة والحرقان خلف القفص الصدري بعد تناول الطعام.
4ـ وجود بعض الأمراض في المعدة وأھمھا قرح الاثني عشر التي قد تكون ناتجة عن زیادة الحموضة كما أن الحموضة تزید بوجود قرحة الاثني عشر .
وھناك حقیقة طبیة قد یجھلھا بعض الناس وھي أن قرحة ما یسمى بجسم المعدة "وھو الجزء من المعدة الذي لا یدخل فیه الثلث السفلي السابق مباشرة للاثني عشر " لا تكون مصحوبة بزیادة في كمیة الحموضة مثلما یحدث في قرحة الاثني عشر وقرحة الثلث السفلي من المعدة السابق لفتحة البواب.
نصائح لتتجنب الحموضة
لتجنب الحموضة یجب أولاً وبقدر الإمكان تجنب تناول المواد الحریفة والحوادق والمواد الدسمة كما یجب تجنب شرب الخمور والتدخین والواقع أن التدخین مشكلة واضحة ومحددة فھي سبب مؤكد للحموضة ولكنھا دائماً سبب خلاف بین المریض والطبیب وغالباً ما یصر المریض المدخن إصرارا عجیباً على أن السجائر أو التدخین لا علاقة لھما بالحموضة رغم تأكید الطب بوجود ھذه العلاقة.
ولتجنب الحموضة یجب علاج أي مرض عضوي في المعدة سواء أكان التھاباً مزمناً بجدارھا أو قرحاً بالاثني عشر.
ومن النصائح المفیدة في مجال تجنب الحموضة : أن ینظم المریض مواقیت تناول طعامھ وأن یتجنب النوم بعد الطعام مباشرة وأن یتجنب إدخال طعام على طعام في المعدة كما أن نظام الغذاء المصري والعربي عامة یجب أن یتغیر من حیث استعمال التقالي والطماطم بكثرة مما یربك المعدة ویعطل الھضم بھا وبالتالي یزید الإحساس بالكسل والخمول والحموضة الزائدة .أما استعمال مضادات الحموضة فیجب أن نتفھمه جمیعاً:
كربونات الصودا |
ــ واستعمال البیكربونات "كربونات الصودا كما یعرفھا الناس" رغم أنھا تفید وقتیاً إلا أنھا في الواقع تضر أكثر مما تنفع ، فھذه البیكربونات تتفاعل مع الحامض الموجود في المعدة والناتج ھو كلورید الصودیوم =(ملح الطعام) وثاني أكسید الكربون وھذا الأخیر یذوب في العصارة المعدیة ویتحول إلى حامض الكربونیك أي یتحول إلى حامض جیدد!.
ــ ھناك بعض مضادات الحموضة التي تحتوي على مواد "كالألمونیوم" وھي أكثر فائدة لأنھا تمتص الحامض.
ــ ھناك بعض الأطعمة التي تقلل من الحموضة وعلى رأسھا اللبن ومشتقاته كاللبن الزبادي والجنب "القریش" وكلھا لھا خاصیة معادلة الحموضة وإقلال حرقان المعدة.
ــ ھناك بعض العقاقیر التي تؤثر على العصب الحائر نفسه وتھبط من نشاطه فتقل بالتالي نسبة الحموضة وھذه العقاقیر تسمى "مضادات الكولین" نسبة إلى المادة الفعالة التي یفرزھا العصب الحائر لیقوم بوظیفته وتسمى "استیل الكولین" وعیبھا أن لھا تأثیرات أخرى على أماكن غیر المعدة مثل العین والمثانة ولذلك قد تكون ضارة لمرضى العین المصابین بالمیاه الزرقاء " أو "الجلوكوما" ومرض تضخم البروستاتا كما أن لھا تأثیراً مھبطاً لإفرازات الجسم مثل الدموع واللعاب ولذلك فھي تسبب جفافا مضایقا للفم والأنف والعین.
تعليقات
إرسال تعليق