ردًا على الرسوم المسيئة.. شيخ الأزهر يطالب بتشريع يجرم معاداة المسلمين
دعا الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، المواطنين المسلمين في الدول الغربية إلى الاندماج الإيجابي الواعي في هذه المجتمعات بما يحفظ هوياتهم الدينية الثقافية، وأوصاهم بالحرص الدائم على الطرق السلمية والقانونية والعقلانية في مقاومة خطاب الكراهية، وفي الحصول على حقوقهم المشروعة اقتداًء بأخلاق نبيهم الكريم.
وقال الطيب، خلال كلمته في ذكرى الاحتفال بالمولد النبوي الشريف 1442هـ، اليوم الأربعاء، معلقًا على الرسوم الكاريكاتورية المسيئة للرسول التي قامت فرنسا بنشرها، أن “هذه الرسوم هي عبث وتهريج وانفلات من كل قيود المسؤولية والالتزام الخلقي والعرف الدولي والقانون العام، وهو عداء صريح لهذا الدين الحنيف ولنبيه الذي بعثه الله رحمة للعالمين”.
وأكد رفض الأزهر الشريف ودول العالم الإسلامي هذه البذاءات التي لا تسئ إلى المسلمين ونبي الإسلام، وإنما تسئ إلى هؤلاء الذين يجهلون عظمة النبي االكريم، داعيًا المجتمع العالمي لإقرار تشريع عالمي يجرم معاداة المسلمين والتمييز ضدهم.
وأردف قائلًا: “إني لأعجب العجب كله أن توقد نار الفتنة والكراهية والإساءة في أقطار طالما تغنت بأنها مهد الثقافة وحاضنة الحضارة والتنوير والعلم والحداثة، ثم تضطرب في يديها المعايير اضطرابًا واسعًا، حتى بتنا نراها وهي تمسك بإحدى يديها مشكاة الحرية الإنسان، بينما تمسك باليد الأخرى دعوة الكراهية ومشاعل النيران”.
وفيما يتعلق بقتل المعلم الفرنسي في باريس على يد طالب شيشاني بعد عرض الأول رسوم مسيئة للنبي، قال الطيب أن العالم الإسلامي ومؤسساته الدينية وفي مقدمتها الأزهر أدان الحادث ووصفه بالإرهابي، معربًا عن أسفه من أن الإساءة للإسلام والمسلمين أصبحت أداة لحشد الأصوات والمضاربة بها في الانتخابات.
وتابع: “أما محمد- صلى الله عليه وسلم- فهو بنص القرآن الذي يجري شعاعه في دمائنا وقلوبنا هو الرسول الذي من الله به على عباده المؤمنين، ولولا ما أٌرسل به من عند الله لبقيت الإنسانية كما كانت قبل بعثته في ظلام دامس، وفي ظلام مبين إلى يوم القيامة. ومحمد، بنص القرآن أيضًا، هو النور الذي يبدد الله به ظلمات الشكوك والأوهام. وكما سماه الله “نورًا” سماه “سراجًا منيرًا”، ومحمد- صلى الله عليه وسلم- هو الرحمة المرسلة للعالمين أجمع مؤمنهم وكافرهم”.
وأضاف شيخ الأزهر: “”إننا إذ نحتفل اليوم بذكرى مولد محمد، فإننا لا نحتفل بمجرد شخص بلغ الغاية في مدارج الأخلاق العليا ومراتب الكمال القصوى، وإنما نحتفل- في حقيقة الأمر- بتجلي الإشراق الإلهي على الإنسانية جمعاء، وظهوره في صورة إلهية ختمت بها جميع الرسالات، وكٌلف بتبليغها للبشرية نبي خاتم بلغ الرسالة، وأدى الأمانة، ونصح الأمة، ولم يتركها حتى وضعها على محجة الحق والخير والجمال، وحذرها من الهوان والمذلة إن هي انحرفت إلى طرق أخرى لا ترجع منها إلا إلى هلاك محقق ودمار مؤكد”.
وأكد على أن محبة الرسول هي فرض على كل مسلم من أمته، وقال: “من كان أبوه أو بنه أو عائلته أو ماله أحب إليه من الله ورسوله فعليه أن ينتظر ما سيحل به عاجلًا أو آجلًا ثم هو من الفاسقين”.
تعليقات
إرسال تعليق